قصر دولما باهتشة
شارك الآن
قصر دولما بهتشة Dolmabahce palace في اسطنبول قصر فريد من نوعه وآية من آيات الفن المعماري البديع يقع في شمال القسم الأوروبي من اسطنبول وشيد على أرض تم قذف ترابها وصخورها داخل المضيق لذا سمي (دولما) أي حشو أو مملوء ,و(باهتشه) أي ( الحديقة المملوءة).. وشيد بأمر السلطان عبد الحميد عام 1853م، وتحيطه أسوار من جهة اليابسة ولها مداخل ذات تصميم فني بديع, وبه غرف جلوس رئيسية تتوسطها ثريا وزنها 4500كجم
يحوي القصر أكثر من ثلاثين ثريا أخرى عدا الشمعدانات وجناح الرجال يضم أكثر من 100 غرفة.ويوجد في غرفة الجلوس باب يؤدي إلى شاطئ المضيق ويبلغ مجموع غرف القصر أكثر من 200غرفة وقد أقام في هذا القصر السلطان عبد المجيد والسلطان عبد العزيز والسلطان مراد الثالث والسلطان عبد المجيد الثاني والسلطان محمد رشاد ومات بهذا القصر مصطفى كمال أتاتورك عام 1938م
تم بناء قصر دولما باهشة من قبل السلطان رقم الواحد والثلاثون 31 من سلاطين العثمانيين ، السلطان عبد المجيد(1839 – 1861 ) . بدأت عملية بناء القصر في تاريخ 13 حزيران من عام 1843 وتم افتتاحه للاستخدام في تاريخ 7 حزيران من عام 1856 مع إتمام بناء أسواره المحيطة به .
البنيان الأساسي للقصر ; يتكون من ثلاث أجزاء حاملة الأسماء التالية ، جزء مابين – هومايون (الجزء المخصص للرجال ) ، صالة المعايدة , التشريفات أو الحفلات الرسمية و حرم – الهومايون . جزء مابين – هومايون (الفاصل بين الرجال والنساء ) ; هو الجزء الذي يتم فيه إقرار أعمال الدولة ، حرم – الهومايون ; مسكن السلطان وعائلته اما صالة التشريفات ; هي الصالة المتواجدة مابين الجزأين المعرفين أعلاه ومخصص برجال الدولة الراغبون بمعايدة السلطان بالأعياد و الحفلات الرسمية الهامة .
البنيان الأساسي للقصر ; الجزء الموازي للبحر ، مؤلف من ثلاث طوابق مع السرداب أما الجزء المطل على المنطقة البرية والمخصص لشقق عوائل السلطان ، مؤلف من أربع طوابق مع الطوابق البينية . الطراز الغربي البارز والظاهر في الشكل ، التفاصيل والديكورات ، يعكس قيم الجمال المتبدلة للامبراطورية في فترتها الأخيرة . من الجانب الآخر ، نمط المكان ، يظهر كمالية بناء مطبق بأبعاد كبيرة جداً لنوع مخطط المنزل التركي التقليدي ، من حيث علاقات الغرف بالصالة
الجدران الخارجية للقصر مبنية من الحجر ، الجدران الداخلية من الطابوق ، النوافذ والابواب من الخشب . تم توصيل الكهرباء ونظام التدفئة للقصر المنفتح للتقنية الحديثة خلال اعوام 1910-1912 . للقصر ، ميدان قابل للاستخدام يبلغ 45.000 متر مربع ، 285 غرفة ، 44 صالة و 6 حمامات .
صالة ما- بين (المخصصة للرجال ) التي كان السلطان يقوم بتسيير أعمال الدولة فيها ، تعتبر من أهم وأفخم أجزاء قصر دولما باهشة . صالة المدخل ، درج الكريستال الحامل مواصفات البروتوكول والموفر الارتباط بالطابق العلوي ، صالة الشرفاء المستخدمة لاستضافة السفراء والغرفة الحمراء التي كانت تستخدم من قبل السلطان لاستقبال الزوار ; كلها مفروشة ومزينة بشكل يبرز الفخامة التاريخية للإمبراطورية العثمانية أما صالة ذو الوجهين الموجودة في الطابق العلوي ; كانت تشكل نوعاُ من مكان مرور، مخصصة خصيصاً لمرور السلطان من الما – بين (الجزء المخصص للرجال ) إلى شقته . الشقة الخاصة هذه ، كانت تحتوي على حمام فخم رخامه مستورد من مصر ، غرف العمل ، غرف الطعام وغرف الاستراحة التي كان السلطان يقضي فيها حياته الخاصة أما المكتبة الموجودة في نفس القسم و المكونة من كتب السلطان عبد المجيد هي من الأماكن اللافتة للأنظار في القصر .
صالة المعايدة الموجودة بين الجزء المخصص للرجال والحرم ، تعتبر من أفخم وأعلى الصالات في قصر دولما باهشة . مساحة الصالة هذه التي تفوق 2000 متر مربع ، 56 عدد من الأعمدة ، ارتفاع قبتها البالغة 36 متر وبثرياتها الانجليزية الصنع ، البالغة وزنها 4.5 طن و المرتبطة بهذه القبة ، مفصولة بشكل بارز عن الأجزاء الأخرى للقصر . تم شراء الثريا الموجودة في الصالة من قبل وبطلب السلطان عبد المجيد من إنجلترا .
منذ افتتاح قصر دولما باهشة للاستخدام في عام 1856 ولغاية تاريخ انتهاء عهد الخلفاء في عام 1924 ، كان مسكنا لست 6 سلاطين ومسكناً للخليفة العثمانلي الأخير عبد المجيد افندي . تم استخدام القصر كمقام لرئاسة الجمهورية بين تواريخ 1927 – 1949 . استخدم مؤسس الجمهورية التركية ، الغازي مصطفى كمال أتاترك القصر بين تواريخ 1927 – 1938 كمكان لتسيير اعماله في اسطنبول وتوفى أيضا في هذا القصر .
مُصطفى كمال أتاتورك المؤسس والرئيس الأول لدولة تركيا، صَرفَ آخر أيامه في القصرِ عندما تدهورت صحته. أتاتورك مات في الساعة 9:05 صباحاً في العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1938 في غرفة النوم التي هي الآن جزء من المتحف. كُل الساعات في القصرِ كانت تشير ذلك الوقت إلى الساعة 9:05 صباحاً على أية حال، هذا تغيّر مؤخراً وساعات القصر تشير إلى أوقاتَ مختلفةَ. بينما الساعة في الغرفة ما زالت تُشير إلى الساعة 9:05 صباحاً.
القصر الذي كان شبه مفتوحاً للزيارات الرسمية بين تواريخ 1926 – 1948 ، تم تحويله إلى ” قصر – متحف ” اعتباراً من تاريخ 1948 وتم افتتاحه للزوار .