الديون الخارجية.. وعجز الموازنة…
شارك الآن
تركيا والأقتصاد الأوربي..
ساعد تأسيس الانضباط المالي في تركيا عقب انتخابات 2002 البرلمانية في خفض عجز موازنة البلاد.. وبالتالي تحسين التوازنات المالية العامة.. اعتمدت حكومة حزب العدالة والتنمية برنامج تقشف في 2003 لخفض التضخم وعجز الموازنة.. مثلت الصدقية والشفافية وقابليتها للتوقع خصائص ثابتة للموازنات السنوية لحكومة العدالة والتنمية بين 2002 و2012…
ركزت السياسة الاقتصادية للحكومة على الخصخصة الشاملة للمشروعات المملوكة للدولة.. وبذلت جهودًا لخفض الإنفاق العام.. بين 2004 و2007.. واصلت الحكومة تنفيذ برنامج اقتصادي ركز على تدابير تقليص [تبعات] المالية العامة.. في مجال السياسة المالية…
عملت الحكومة على تبسيط التشريعات الضريبية.. وألغت عفوًا ضريبيًّا من بدايات العقد الماضي.. ووضعت بدلًا منه برنامج ‘السلام الضريبي’ الذي رفع عدد دافعي الضرائب لتوسيع قاعدتها الضريبية.. ساعدت عائدات الضرائب الإضافية الناجمة عن هذه الخطوات في تمويل تنفيذ الحكومة لبرنامج اقتصادي جديد.. تعكس الخطة متوسطة الأجل أيضًا التزام الحكومة بالانضباط المالي إزاء الماليات العامة.. قدرت الخطة انخفاضًا في نسبة الإنفاق الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 1.8 بالمئة في 2015…
مثلت القروض الخارجية الفادحة تحديًا خطيرًا للاقتصاد التركي ردحًا من الزمن.. خلال التسعينيات.. أدى تراكم ديون تركيا الخارجية الضخمة إلى عدم كفاية الاستثمار الأجنبي.. ومن ثَمَّ إلى تباطؤ ملحوظ في نمو الناتج المحلي الإجمالي.. كما أدت الديون الخارجية للبلاد.. بجانب اعتماد الحكومة على عائدات ضرائب الأرباح القائمة على الاستثمار لتغطية مدفوعات الفائدة.. إلى اعتقاد المستثمرين الأجانب بأن تركيا ستفرض ضرائب أكثر على عملياتهم في المستقبل.. وامتنعوا من ثَمَّ عن الاستثمار في البلاد.. مع عدم قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية…
شهدت تركيا صعوبات أكبر في سداد ديونها الخارجية وانخفاضًا كبيرًا في تدفق العملات الأجنبية.. في حين ارتفعت أسعار الفائدة الحقيقية وأسعار العملات الأجنبية مما فاقم الوضع.. وسبب تراكم الديون الخارجية الثقيلة على تركيا التي سيستغرق سدادها سنوات…
إلى جانب التوقعات المحفوفة بالمخاطر المتعلقة بتركيا في الأسواق العالمية.. زادت تقييمات المؤسسات الدولية للتصنيف الائتماني تكلفة اقتراض البلاد.. وأدت سلسلة من الحكومات الائتلافية قصيرة الأجل.. مقترنة بانتخابات متكررة.. بين 1990 و2001 لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.. نجح حزب العدالة والتنمية في خفض نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي لضمان قدرة البلاد على سداد ديونها الخارجية والتزاماتها نحوها…
ساعدت السياسات الحكومية منذ 2002.. مع زيادة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي السنوي وحجم الصادرات أيضًا على تحسين مؤشرات المديونية.. بل ونجحت تركيا في تحقيق مرتبة ائتمانية أعلى من مختلف الدول الأوروبية…
بينما بلغت نسبة صافي الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي 38.4 بالمئة في 2002.. انخفضت النسبة إلى 24.2 بالمئة بحلول 2012…
كذلك.. انخفضت نسبة صافي ديون القطاع العام الخارجية إلى الناتج المحلي الإجمالي من 25.2 بالمئة في 2002 إلى 0.6 بالمئة في 2011.. وانخفضت النسبة إلى الصفر في 2012…
كذلك. سيسفر تحليل الديون الاسمية للإدارة العامة لتركيا – بحسب تعريف الاتحاد الأوروبي– عن معلومات مهمّة.. ويسمح بمقارنة تركيا بدول الاتحاد الأوروبي بحسب معايير ماستريخت.. التي تُعد شرطًا مسبقًا للانضمام للوحدة الاقتصادية والنقدية بالاتحاد الأوروبي…
فبينما تشترط معايير ماستريخت أن لا يتجاوز سقف الدين 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لأي بلد.. فإن نسبة ديون تركيا إلى الناتج المحلي الإجمالي لم تتجاوز هذا السقف منذ 2004.. مقارنة بتعريف الاتحاد الأوروبي لنسبة ديون الإدارة العامة في تركيا إلى الناتج المحلي الإجمالي البالغة 74 بالمئة في 2002…
حققت تركيا أداءً جيدًا بتقليل النسبة إلى 59.6 بالمئة في 2004.. و36.9 بالمئة بحلول 2012.. في هذا الصدد، ستكشف جميع المؤشرات الاقتصادية أن هذا الانخفاض الكبير في نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي يعود إلى تركيز البلاد الثابت على الانضباط المالي والأداء الاقتصادي القوي.. رغم تفاوت التعريفات.. في حين ضربت الأزمة المالية العالمية الاقتصادات الأوروبية.. تناول الاقتصاد التركي الوضع بنجاح.. وأصبح عرضة للحد الأدنى من تداعيات الأزمة فقط…