الحوافز الحكومية تساهم في ازدهار الأعمال التي تديرها النساء في تركيا
شارك الآن
تساعد القروض الحكومية والحوافز المقدمة إلى رائدات الأعمال النسائية على تعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة التي يهيمن عليها الذكور في تركيا، حيث لا تزال المرأة متأخّرة في التوظيف عن الرجل.
في السنوات الأخيرة، طرحت الحكومة سلسلة من الحوافز للنساء العاملات، من إجازات الأمومة الطويلة إلى الدعم المالي لاحتياجات الرعاية النهارية، بالإضافة إلى مدفوعات الأجداد لرعاية أحفادهنّ مع الآباء العاملين. أما بالنسبة إلى رائدات الأعمال، فإن الحكومة تقدم بالفعل ما يصل إلى 50 ألف ليرة تركية (9،320 دولار) في شكل قروضٍ تسعى الحكومة لتوسيعها لتشمل المزيد من النساء الراغبات في تأسيس أعمالهنّ الخاصة.
زهرة ديمير، شابة من شانلي اورفا، وهي ولاية جنوبية شرقية يتجه فيها سكان الريف الفقراء عادة إلى الغرب في مواسم الزراعة، وهي واحدةٌ من النساء اللواتي استفدن من القروض. لمدة ستة أشهر كل عام، تعمل زهرة موسميًا في خيمة قماش بدون ماء وكهرباء. تقول زهرة: “ظننت أنني مقدرٌ لي أن أقضي بقية حياتي هكذا. لكن كل شيء تغير، والآن أعيش حياة تتجاوز أحلامي البعيدة”، فقد تقدّمت زهرة بطلبٍ للحصول على قرض بدون فائدة بعد أن سمعت من أقاربها، لتشتري هي وزوجها فدّانًا ونصف من الأرض. وبدأت تجارتُها في النموّ مع الفلفل والطماطم والخيار، ثمّ انضمّت في وقتٍ لاحقٍ مع أقاربها لتوسيع الأرض والأعمال التجارية. وأضافت: “أنا فخورةٌ لكسب المال لعائلتي. ليس لدي مشكلة في إدارة العمل. أنصح كل امرأةٍ أن تكون شجاعةً وأن تغامر”.
وعلى بعد مئات من الكيلومترات من حقل زهرة المتواضع، تتمتع نورجان بايرم بالطقس الهادئ لجبال البحر الأسود الذي تتخلّله أصوات الشُوَك والملاعق والأطباق في مطعمها. مبنى خشبي صغير بين المنازل التي بناها سكان المرتفعات في المنطقة، استفاد مطعم نورجان على هضبة كاياباشي في ولاية طرابزون من قرض بقيمة 142 ألف ليرة تركية من مؤسسة دعم التنمية الزراعية والريفية التي تديرها الدولة (TKDK). وأضافت أكثر من جيبها الخاص، لتصبح نورجان الآن سيدة أعمال ناجحة توظف ثمانية موظفين من المدن المجاورة.
قالت نورجان: “هذا ليس مكانًا ستغادره بعد الانتهاء من وجبتك. إننا نوفر لك مكانًا للراحة طوال اليوم”. استثمرت نورجان في وقتٍ قصير، والمطعم في الوقت الحاضر يستضيف كلًّا من السكان المحليين والسياح الأتراك من المدن الأخرى، والسياح الأجانب من السعودية والكويت وقطر وإيران الذين يسعون إلى تذوق مأكولات البحر الأسود الشهيرة.
في مكانٍ آخر في المنطقة، تستفيد أمينة توغ، وهي من سكان سامسون، من قرضِ تلقّته منذ عامين لبناء مصنع للفطر. تقول أمينة: “كنت أعرف أن ذلك كان عملًا مربحًا، لكن كانت لديّ تحفظاتٌ لأنني لم أكن أعرف كيف أزرع زهرة”. فشلت أمينة عندما بدأت لأول مرة. أُجبرت على تفريغ 5 أطنان من الفطر عندما لم تتمكن من العثور على مشترين، ولكنها لم نستسلم. وقد أدّى تصميمها على البقاء في مجال الأعمال التجارية إلى تحقيق مكاسب كبيرة، وهي الآن تصدّرُ الفطر إلى الخارج من مصنعها حيث تزرع 60 طنًّا من الفطر سنويًّا.
وتختلف زهرة سيما ديمير، التي تعيش في العاصمة أنقرة، عن غيرها من رجال الأعمال. هي أكاديميّةٌ يتعلق عملها بالفولكلور التركي الذي قررت تحسينه والحفاظ عليه بشكل أفضل. وقد أقامت متجرًا في بايبازاري، وهي مدينة تاريخية تقع بالقرب من العاصمة، وتتميز بحفاظها إلى حدٍّ كبيرٍ على تقاليدها الريفية والمنازل المزخرفة الجميلة، والتي كانت المكان المثالي.
قبل عامين، وبمساعدة القروض الحكومية، أطلقت زهرة القرية الحية، وهي متحف يضم فندقًا صغيرًا ومطعمًا، حيث يتمُّ إعطاء الضيوف فكرة عن الحياة اليوميّة في الريف في الماضي. توظّف 30 موظفًا، بما في ذلك طُلابٌ سابقون وسكان محليون، وإلى جانب رعاية المتحف وتنظيمه، تشارك في إنتاج المحاصيل في حقلٍ قريبٍ من المتحف. وقالت: “نحن نفعل كل شيء هنا لمساعدة الناس على تجربة ما يعنيه العيش في الأناضول. إنه متحف يتم فيه أداء الطقوس التركية القديمة لضيوفنا، ويمكن للأطفال أيضًا سماع الحكايات التركية القديمة”.
المصدر : ترك برس